دكان شحاتة

بالامس اتاحت لي فرصة ذهبية لمشاهدة فلم ( دكان شحاتة ) على جهاز DVD وتعلمون ان مثل هذة الفرصة صعب ان تفوت خصوصاً من يعيشون في العراق لأنكم تعرفون ان تجارة السينما متأخرة جداً وصعوبة وصول الافلام الحديثة وحمدلله اني لم انتظر كثيراً كي اشاهد هذا الفلم .


عندما تشاهد المشاهد الاولى للفلم يتبادر الى ذهنك فجأة انك تشاهد احدى افلام يوسف شاهين في فترة الثمانينيات من خلال التصوير الواقعي للمشاهد والوصل الى ذهن المتابع بأقل الجمل الحوارية كذلك وجود اغاني وموالات مصرية وهذا مااعتدنا علية سابقاً في افلام يوسف شاهين عندما كنا نجد اغاني محمد منير او المطربة ماجدة على افلام يوسف شاهين ولكن بتوالي احداث الفلم تتبادر الى ذهنك قصة نبينا يوسف علية السلام من خلال معاناة شحاتة من ظلم اخوتة ( سالم وطلبة ) وانا اعتبرة شيء جريء من ناصر عبد الرحمن ان يشبة موضوع فلمة بقصة نبينا يوسف علية السلام فتبدأ احداث الفلم بأنتظار بلحاج ( محمود حميده ) لمولده من زوجتة الثثانية التتي تتوفى بعد ولادته مباشرة مما يربيه مع اخوتة من الزوجة الاولى ( سالم وطلبة واخته نجاح ) مما يولد غيرة وحقد من جانب سالم وطلبة ضد شحاتة بأعتبارهم انهم اولاد الزوجة الخائنة وشحاتة ابن الزوجة المتوفاة الذي يحظى بدلال الاب وتسمية دكان الفواكة بأسمه مما يزيد كرههم له عكسة هو الذي يكن لهم كل الحب والاحترام كما ان وجود قصة الحب التي تربط بيسة وشحاتة اضافت شعور رومانسي رائع اعجب بها كل المتابعين ولكن بوفاة ( بلحاج ) تبدأ مأساة الفلم بقيام ( سالم وطلبة ) بتدبير تهمة ترمية بالسجن وقيام سالم بالزواج من حبيبتة ( بيسة ) التي ترفض الزواج ولكن بالضغط من اخوها الذي يقوم بدورة ( عمرو عبد الجليل ) مما يؤدي الى قيام سالم بأغتصابها كل ليلة الى هنا اعذروني سأتوقف عن سرد احداث الفلم كوني لااود افساد متعة مشاهدة الفلم . ولكن نستطيع القول انه فلم رمزي فشحاتة يرمز الى الشعب الكادح الذي يعيش على كدحة الطبقة الفاسدة في الحكومة وهو مايمثلة ( اخوة شحاتة ) كذلك بلحاج الذي يرمز الى الطبقة الصالحة التي كانت تحكم الشعب والتي ربما اراد ناصر عبد الرحمن ان يمز اليها وهو ( الحكم الناصري ) والاجمل من ذلك ان خالد يوسف اراد ان يسكت جميع من يتهمة بكثرة مشاهد الجنس رغم ان لامشكلة بتلك المشاهد اذا كانت ضمن السياق الدرامي حيث خلى الفلم من اي مشاهد ساخنة عكس ماتوقع الجميع بوجود هيفاء وهبي حيث لم نجد اي قبلة صريحة ساخنة بين بطلي الفلم عدا انها احضان وقبل عادية . ولكن ربما الملابس التي ظهرت بها هيفاء وهبي كانت مبالغة قليلاً ومغرية فلو كانت تلك الملابس أكثر حشمة او أكثر تمثيلاً للواقع المصري لربما قل عدد منتقدي هذا الفلم


محمود حميدة : لم يكن الدور اضافة الية بقدر ماكان هو نفسه محمود حميدة اضافة للفيلم فمجرد ان يكون هو استفتاح للفلم تجعل الجميع حتى لو كان على اختلاف مع خالد يوسف ان يتابع الفلم كونة ان محمود حميدة شخصية محبوبة وجذابة لكل متابع


عمرو سعد : بدا عمرو سعد في هذا الفلم اكثر نضجاً من فلم حين ميسرة واعتقد انة صنع من دور شحاتة الكثير وسيتذكره تاريخ السينما بدور شحاتة .


هيفاء وهبي : بالفعل انها كانت مفاجأة الفلم ولم يكن يتوقع ان تظهر بهذا المستوى الذي يكاد ان يكون اشبة بأن يكون احترافياً فأجادت انفعالات الشخصية والاهم من ذلك ان لهجتها خلت من أي لكنة لبنانية عكس العديد من الممثلات اللبنانيات اللواتي لم يتخلصن من اللكنة حتى الان ومنهن رزان مغربي ونيكول سابا ونور بالرغم من اداءها العالي ويبدو ان خالد يوسف قد بذل مجهود خرافي من اجل ظهورها بهذا المستوى .


عمرو عبد الجليل : الاجمل في عمرو انه لم يعتمد على نجاحه في فلم حين ميسرة بل خلق شخصية رائعة تمزج الكوميديا بالشر وهذا لم نتعود عليه الا من كبار الممثلين الرائعين مثل عادل ادهم او توفيق الدقن


غادة عبد الرازق : بالرغم من قلت مشاهدها في الفلم الان الجميع سيتذكر دورها وحنانها على بطل الفلم شحاتة ويبدو انها تسير بالاتجاة الصحيح في ترك بصمة مؤثرة على السينما العربية


خالد يوسف : بدا مخرجاً رائعاً في الفلم ولكن كنت اتمنى ان يتخلص من تلك الموسيقى التصويرية التي اعتمد عليها بالكثير من الافلام والتي توحي لنا انها سلسة افلام وليس كل فيلم مستقل اضافة الى انه تخلص من سلبيات فلم حين ميسرة وهي قصر المشاهد اضافة الى درجة بعد الكاميرا عن المشهد ويبدو انه سيخلق أسم في عالم الاخراج سيظل خالداً والاجمل من ذلك انة جمع بين معادلتين هي النجاح الجماهيري والنجاح النقدي لذا نستطيع القول

( برافو خالد يوسف )

شكرا