كالجهاد في سبيل الله ، فعن أبي قتادة عن رسول الله أنه قام فيهم فذكر لهم أنَّ الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال ، فقام رجل فقال : يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي ؟ فقال له رسول الله : نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر . ثم قال رسول الله : كيف قلت ؟ قال : أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي ؟ فقال رسول الله : نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدين فإنَّ جبريل عليه السلام . [ رواه مسلم ]
والصبر عند نزول البلاء الشديد ، عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي قالت : سألت رسول الله عن الطاعون فأخبرني أنَّه عذاب يبعثه الله على من يشاء ، وأنَّ الله جعله رحمة للمؤمنين ، ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد . [ رواه البخاري ]
واتباع الجنائز ، قال : من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا ، وكان معه حتى يصلى عليها ، ويفرغ من دفنها ، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين ، كل قيراط مثل أحد ، ومن صلَّى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط [ رواه البخاري ]
فبدا لي أنْ أنقب حول هذا المعنى الشريف ، وأن أجمع ما يمكن " احتسابه " من نيات للأعمال الصالحة في رمضان ، على أنْ أعالج من ناحية " الإيمان " كيفية أداء هذه الأعمال ، مراعاة آدابها ، حتى تكون على مظنة القبول .
فشمرت عن ساعد الجد ، فكان من توفيق الله عليَّ أن سطرت هذه الرسالة لـ ( يوم المؤمن المحتسب في رمضان ) ، وأسأل الله أن يكون عملاً خالصًا لوجهه ، وأن أكون صادقُا فيما قصدت ، وأن يعمَّ به الخير طلبًا للأجر ، وطمعًا فيما عند الله .
ذلك - يعلم الله مني- جهد المقل، وقوة الضعيف الذي لا يكاد يمضي حتى يَكِل، فإن أصبت فلكم ولا همّ، وإن أخطأت فعليَّ وخلاكم ذمٌّ. أعوذ بالله من فتنة القول وزوره، وخَطَل الرَّأي وغروره. اللهم تجاوز عن زلاتي وجرأتي، ولا تجعل حظِّي من ديني لفظي، وارْزقني الصِّدق في نيَّتِي وقولي وعملي.
اللهم إنِّي أعوذ بك من الفقر إلا إليك، ومن الذُّل إلا لك، ومن الخوف إلا منك. اللهم إني أعوذ بك أن أقول زورًا، أو أغشى فجورًا، أو أن أكون بك مغرورًا. اللهم إني أبرأ إليك من حولي وقوتي، وألجأ إلى حولك وقوتك، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. "اللهمَّ لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحَزْن إذا شئت سهلا".